قال ابن سيد الناس في "شرحه": قوله: "لم يَظْهَرِ الفيءُ" أي: لم يعلُ السَّطحَ، وقيل: معنى "يظهر" يزول عنها، والظهور يُستعمل فيهما، فمن الأول قولُه تعالى: ﴿وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾ [الزخرف: ٣٣]، ومنه الحديث: "لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحقِّ" أي: عالِين عليه، ومنه قول النابغة الجعدي: بلَغْنا السماءَ مجدُنا وجدودُنا … وإنّا لنرجو فوقَ ذلك مَظهَرا أي: علوًّا. ومن الزوال، قولُ أبي ذؤيب الهذلي: وعَيَّرها الواشونَ أني أُحِبُّها … وتلك شَكَاةٌ ظاهر عنك عارُها وكلُّه راجع إلى معنىً واحدٍ. ومعناه: التبكيرُ بالعصر في أول وقتها، وهو حين يصير ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَه، وكانت الحُجْرةُ ضيقةَ العَرَصة، قصيرةَ الجدار، بحيث يكون طول جدارها أقلَّ من مسافة العرصة بشيء يسير، فإذا صار ظلُّ الجدار مثله دخل وقتُ العصر، وتكون الشمس بعدُ في أواخر العرصة لم يرتفع الفيءُ في الجدار الشرقي، وقد روي الحديث بألفاظ كثيرة ترجع كلها إلى هذا المعنى. =