للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَعْنَى مَنْ ذَهَبَ إلى تأخيرِ الظهرِ في شدةِ الحَرِّ هُوَ أَوْلَى وأَشْبَهُ بالاتِّبَاعِ.

وأمَّا ما ذهب إليه الشافعيُّ أنَّ الرخصةَ لِمَنْ يَنْتَابُ من البُعْدِ والمَشَقَّةِ (١) على الناس، فإِنَّ في حديث أبي ذَرٍّ ما يَدُلُّ على خلافِ ما قال الشافعيُّ.

قال أبو ذَرٍّ: كُنَّا مع النبي في سَفَرٍ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِصَلاةِ الظُّهْرِ، فقال النبي : "يَا بِلَالُ، أَبْرِدْ ثُمَّ أَبْرِدْ".

فلو كان الأمرُ على ما ذهب إليه الشافعيُّ، لم يكن للإِبرادِ في ذلك الوقتِ مَعْنىً، لاجتماعهم في السفر، وكانوا لا يحتاجونَ أَنْ يَنْتَابُوا من البُعْدِ.

١٥٨ - حدّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدثنا أبو داودَ قال: أَنبأنا شعبةُ، عن مُهاجِرٍ أبي الحَسَنِ، عن زَيْدِ بن وَهْبٍ

عن أبي ذَرٍّ: أنَّ رسولَ اللهِ كان في سَفَرٍ وَمَعَهُ بِلال، فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فقال: "أَبْرِدْ" ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فقال رسول الله : "أَبْرِدْ في الظُّهْرِ" قال: حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى، فقال رسول الله : "إنَّ شدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحٍ جَهَنَّمَ، فَأبْرِدُوا عَنِ الصلاة" (٢).


(١) في نسخة بهامش (ب): "وللمشقة".
(٢) حديث صحيح، وأخرجه البخاري (٥٣٣)، ومسلم (٦١٦)، وأبو داود (٤٠١)، وهو في "المسند" (٢١٣٧٦)، و"صحيح ابن حبان" (١٥٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>