للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

[٨ - باب ما جاء في تأخير العصر]

١٦١ - حدّثنا عليُّ بنُ حُجْرٍ، قال: حدثنا إسماعيل بنُ عُلَيَّةَ، عن أيوبَ، عن ابن أبي مُلَيْكَةَ


= في كلام العرب، وكذلك قوله في المشرق: "مِن ها هنا يطلع قرنُ الشيطان" لا يريد به ما يسبق إلى وهم السامع من قرون البقر، وإنما يريد: من ها هنا يطلع رأسُ الشيطان.
والقرون أيضًا خُصَل الشعر، كل خُصْلة قرن، ولذلك قيل للروم: ذات القرون، يراد: أنهم يطولون الشعر، فأراد أن يعلمنا أن الشيطان في وقتِ طلوع الشمس وعندَ سجود عبدتها لها ماثلٌ مع الشمس، فالشمس تَجري مِن قبل رأسه، فأمرنا أن لا نُصلي في هذا الوقت الذي يكفر فيه هؤلاء، ويُصلون للشمس وللشيطان، وهذا أمر مُغيَّبٌ عنا، لا نعلم منه إلا ما عُلِّمْنَا، والذي أخبرتك به شيء يحتمله التأويلُ.
وقال ابنُ سيد الناس تعليقًا على هذا الحرف: اختلف فيه: هل هو على حقيقته وظاهره؟ والمراد أنه يُحاذيها بقرنيه عند غروبها، وكذا عند طلوعها، لأن الكفار يسجدون لها حينئذٍ، فيقارنها ليكون الساجدون لها في صورة الساجدين له.
وقيل: هو على المجاز، والمراد بقرنه وقرنيه علوُّه وارتفاعه وسلطانُه، وغلبةُ أعوانه، وسجود مطيعيه من الكفار للشمس.
وقال الخطابي: هو تمثيل، ومعناه: أن تأخيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهم عن تعجيلها كمدافعة ذوات القرون لما تدفعه.
وقوله : "فنقر أربعًا لا يذكر الله فيها إلا قليلًا" تصريح بذمِّ مَن صلى مسرعًا بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار، والمراد بالنَّقر: سرعة الحركات، كنقر الطائر، قال الشاعر:
لا أذوقُ النومَ إلا غِرارًا … مثلَ حَسْو الطيرِ ماءَ الثِّمادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>