للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن جَدَّهِ، عن النبيَّ ، قال: "يُحْشَرُ المُتكبَّرُونَ يومَ القيامةِ أمْثالَ الذَّرَّ في صُورةِ الرِّجالِ، يَغْشاهُمُ الذُلُّ من كُلَّ مكانٍ، يُساقُونَ إلى سِجْنٍ في جَهنّمَ يُسَمَّى بُولَسَ (١)، تَعْلُوهُمْ نارُ الأنْيارِ، يُسقَوْنَ من عُصارةِ أهْلِ النَّارِ طِينةَ الخَبالِ" (٢).

هذا حديثٌ حسنٌ.

[٤١ - باب]

٢٦٦١ - حدَّثنا عبدُ بن حُمَيْدٍ وعبَّاسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، قالا: حدَّثنا


(١) قوله: "بولس"، قيده المنذري بضم الموحَّدة وسكون الواو وفتح اللام، وكذا قيده صاحب "القاموس"، وقيده غيرهما بفتح الباء واللام. انظر "تحفة الأحوذي" ٧/ ١٩٣.
(٢) إسناده حسن، وهو في "المسند" (٦٦٧٧)، وانظر تتمة شواهده فيه.
قوله: "نار الأنيار"، قال ابن الأثير: لم أجده مشروحًا، ولكن هكذا يروى، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه: نار النيران، فجمع النار على أنيار، وأصلها: أنوار، لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد، وهما من الواو. انتهى. قال صاحب "تحفة الأحوذي" ٧/ ١٩٣: قيل إنما جمع نار على أنيار وهو واوي لئلا يشتبه بجمع النور. قال القاضي: وإضافة النار إليها للمبالغة، كأن هذه النار لفرط شدة إحراقها، وشدَّة حرها، تفعل بسائر النيران ما تفعل النار بغيرها. انتهى. قال القاري: أو لأنها أصل نيران العالم لقوله تعالى: ﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾ [الأعلى: ١٢]، قال السندي: قيل: جمع النار على الأنيار غير مسموع في اللغة، فهو سهو من الرواة.
و"الخبال"، بفتح الخاء المعجمة: هو في الأصل: الفساد، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>