للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥ - باب ما جاء في السَّهْوِ عن وقتِ صلاةِ العصر

١٧٣ - حدثنا قُتَيبةُ، قال: حدثنا اللَّيثُ، عن نافعٍ

عن ابن عمرَ، عن النبيِّ قال: "الَّذِي تَفوتُه صلاةُ العصرِ، فكأَنَّما وُتِرَ أَهْلَه وَمالَه" (١).

وفي البابِ عن بُريدةَ، ونَوفلِ بن معاويةَ.

حديثُ ابنِ عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وقد رواهُ الزهريُّ أيضًا عن سالمٍ، عن أبيه، عن النبي (٢).


(١) حديث صحيح، وأخرجه البخاري (٥٥٢)، ومسلم (٦٢٦)، وأبو داود (٤١٤)، وابن ماجه (٦٨٥)، والنسائي ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨ و ٢٥٤ - ٢٥٥، وهو في "المسند" (٤٥٤٥)، و"صحيح ابن حبان" (١٤٦٩).
وقوله : "فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه": قال الحافظ في "الفتح" ٢/ ٣٠ - ٣١: هو بالنصب عند الجمهور على أنه مفعول ثان لـ "وُتِرَ"، وأُضمِرَ في "وتر" مفعول لم يسم فاعله، وهو عائد على الذي فاتته، فالمعنى: أصيب بأهله وماله، وهو متعد إلى مفعولين … وقيل: "وتر" هنا بمعنى "نقص" فعلى هذا يجوز نصبه ورفعه، لأن من رد النقص إلى الرجل نصب، وأضمر ما يقوم مقام الفاعل، ومن رده إلى الأهل رفعه، وقال القرطبي: يروى بالنصب على أن "وتر" بمعنى "سلب" وهو يتعدى إلى مفعولين، وبالرفع على أن "وتر" بمعنى "أخذ"، فيكون "أهله" هو المفعول الذي لم يسم فاعله.
ثم قال الحافظ: وبوب الترمذي على حديث الباب: ما جاء في السهو عن وقت العصر، فحمله على الساهي، وعلى هذا فالمراد بالحديث: أنه يلحقه من الأسف عن معاينة الثواب لمن صلى ما يلحق من ذهب منه أهله وماله … ويؤخذ منه التنبيه على أن أسف العامد أشد لاجتماع فقد الثواب وحصول الإثم.
(٢) انظر الحديث السالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>