ومعنى هذا الحديث:"أنِّي دَخلتُ البارحةَ الجنَّةَ"، يعني: رأيتُ في المنامِ كَأنِّي دَخلتُ الجنَّةَ، هكذا رُوي في بعضِ الحديثِ.
ويروى عن ابن عبَّاسٍ أنَّه قال: رُؤْيا الأنبياءِ وَحْيٌ (١).
[٥٥ - باب]
٤٠٢٢ - حدَّثنا الحُسينُ بن حُرَيثٍ، قال: حدَّثنا عليُّ بن الحُسينِ بن واقدٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عَبد اللهِ بن بُريدةَ، قال:
سَمِعتُ أبي بُريدةَ يقولُ: خَرجَ رسولُ الله ﷺ في بَعضِ مغازيهِ، فلمَّا انصرَفَ جاءت جاريةٌ سَوداءُ، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنِّي كُنتُ نَذرتُ إنْ رَدَّكَ اللهُ سالمًا أن أضربَ بَينَ يَديكَ بالدُّفِّ وأتغنَّى. فقال لها رسولُ الله ﷺ:"إنْ كُنتِ نَذرتِ، فاضْربي، وإلا فلا". فجعلتْ تَضرِبُ، فدخلَ أبو بَكْرٍ وهي تَضْرِبُ، ثُمَّ دخلَ عليٌّ وهي تَضْرِبُ، ثُمَّ دخلَ عُثمانُ وهي تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخلَ عُمرُ، فألقَتِ الدُّفَّ تحتَ اسْتها، ثُمَّ قعدَتْ عليه، فقال رَسولُ الله ﷺ: "إنَّ الشّيطانَ لَيخافُ منكَ يا عُمَرُ، إنَّي كُنتُ جالسًا وهي تَضْرِبُ،
(١) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (٤٦٣)، وابن جرير في "تفسيره" ١٢/ ١٥١، والطبراني في "الكبير" (١٢٣٠٢)، والحاكم ٢/ ٤٣١ من طرق عن سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله، وإسناده حسن.