هكذا رَوَاهُ يَحيى بن سَعيدٍ القَطَّانُ، وحَاتِمُ بن إسماعيلَ، وغَيرُ واحدٍ عن هِشامِ بن عُروَةَ، عن أبيهِ، عن حَجَّاجِ بن حَجَّاجِ، عن أبيهِ، عن النبيِّ ﷺ.
ورَوَى سُفيانُ بن عُيَيْنةَ، عن هِشامِ بن عُرْوَةَ، عن أبيهِ، عن حَجَّاجِ بن أبي حَجَّاجٍ، عن أبيهِ، عن النبيِّ ﷺ.
وحَديثُ ابنِ عُيَينةَ غَيرُ مَحفوظٍ.
والصَحيحُ ما رَوَى هؤلاءِ عن هِشامِ بن عُروَةَ، عن أبيهِ.
وهِشامُ بن عُروَةَ يُكْنى أبا المُنذِرِ، وقد أدْرَكَ جَابِرَ بن عبد الله، وابنَ عُمرَ.
قال: ومَعنَى قولِهِ: "ما يُذْهِبُ عنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟ "، يقولُ: إنما يَعني به ذِمامَ الرَّضاعةِ وحَقَّها، يقولُ: إذا أعطيتَ المُرْضِعَةَ عَبْدًا أو أمَةً، فقد قَضَيتَ ذِمامَهَا.
ويُروى عن أبي الطُّفَيلِ، قالَ: كُنتُ جالِسًا مع النبيِّ ﷺ إذ أقبَلَتِ امرأةٌ، فبَسَطَ النبيُّ ﷺ رداءَهُ حتَّى قَعَدَت عليهِ، فلمَّا ذَهَبَت قيلَ: هذه كانَتْ أرْضَعَت النبيَّ ﷺ(١).
(١) أخرجه أبو داود (٥١٤٤)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١٢٩٥)، والحاكم ٣/ ٦١٨، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٢١٢)، من طريق جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان، عن عمارة بن ثوبان، عن أبي الطفيل … وصححه ابن حبان (٤٢٣٢). وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي الكناني، رأى النبي ﷺ في حجة الوداع يطوف بالبيت … وهو آخر الصحابة موتًا، وكان من أصحاب علي ﵁.