إلا أن قوله فيه: "ولم أسمعه … إلخ" اختلف على ابن شهاب في كونه من أصل الحديث أو مدرجًا من كلامه، قال الحافظ في الفتح ٥/ ٣٠٠: وهذه الزيادة مدرجة بيَّن ذلك مسلم في روايته من طريق يونس عن الزهري، فذكر الحديث قال: وقال الزهري، وكذا أخرجها النسائي مفردة من رواية يونس (٩١٢٥)، ورجح الإدراج الدارقطني في "العلل" ٥ الورقة ٢١٠، والخطيب في "الفصل للوصل" ١/ ٢٥٨ - ٢٧٥، والحافظ موسى بن هارون نقله عن الخطيب في "الفصل للوصل". وأخرج أحمد (٢٧٢٧٨) من طريق ابن جريج، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت: رخَّص النبي ﷺ من الكذب في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وقول الرجل لامرأته، وابن جريج مدلس وقد عنعن. وأخرجه أحمد (٢٧٢٧٥)، وأبو داود (٤٩٢١)، والنسائي (٩١٢٤) من طريق عبد الوهاب بن رفيع (وهو ثقة) عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم، وقد وهم عبد الوهاب في ذلك كما نبه على ذلك الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٥/ ٣٠٠. وله شاهد مرسل صحيح عند الحميدي (٣٢٩) حدثنا سمان، حدثني صفوان، عن عطاء بن يسار، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله صلى الله عليك: هل علي جناح أن أكذب أهلي؟ قال: "لا، فلا يحب الله الكذب" قال: يا رسول الله، أستصلحها واستطيب نفسها، قال: "لا جناح عليك". وسيأتي حديث أم كلثوم عن المصنف مختصرًا في الحديث التالي.