للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قوله: "يجأ بها"، أي: يضرب بها، يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجأ: إذا ضربته بها.
يتحساه: يتجرعه.
والتردِّي: هو الوقوع من المكان العالي.
قوله: "في نار جهنم خالدًا مخلدًا": تمسك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٢٢٧: وأجاب أهل السنة في ذلك بأجوبة، منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فلم يذكر: "خالدًا مخلدًا" وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة. قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يُعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون.
قال الحافظ: وأجاب غيره بحمل ذلك على من استحله، فإنه يصير باستحلاله كافرًا، والكافر يخلد بلا ريب.
وأخرج مسلم في "صحيحه" (١١٦) في الإيمان: باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر من طريق حجاج الصوَّاف، عن أبي الزبير، عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدَّوسي أتى النبيَّ : فقال: يا رسول الله: هل لك في حصن حصين ومَنَعَةٍ؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبيُّ إلى المدينة هاجر إليه الطُّفيلُ بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينةَ، فمرض فَجَزِعَ، فأخذ مشاقِصَ له، فقطع بها براجمه، فشخبت يده حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئتُه حسنةٌ، ورآه مغطيًا يديه فقال له: ما صنع بك ربُّك؟ قال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه، فقال: مالي أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله ، فقال رسول الله : "اللهم وليديه فاغفر".
قال النووي: فيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة، فليس بكافر ولا يقطع له بالنار، بل هو في =

<<  <  ج: ص:  >  >>