للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورَوَى وكيعٌ والحِمَّانيُّ (١)، عن الأعمشِ قال: قال ابنُ عمر: كان النَّبِيُّ إذا أرادَ الحاجَةَ لم يَرْفَعْ ثوبَه حتَّى يَدْنُوَ مِن الأرضِ (٢).

وكِلا الحديثينِ مُرسلٌ، ويقال: لم يَسمَع الأعمشُ من أنس ولا مِن أحدِ من أَصحابِ النبي . وقد نَظَرَ إلى أَنسِ بن مالك، قال: رَأَيْتُه يُصَلَّي .. فذكر عنه حِكايةً في الصلاة.

والأعمشُ اسمه: سُليمانُ بن مِهْرانَ أبو محمد الكاهِليُّ، وهو مولى لهم. قال الأعمش: كان أَبي حَميلًا (٣) فوَرَّثَه مَسْروقٌ.


(١) في (ظ) و (س): "أبو يحيى الحماني".
(٢) حسن، رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين الأعمش وابن عمر، لكن ذكر أبو داود والبيهقي الواسطة بينهما، فقد أخرجه أبو داود (١٤)، ومن طريقه البيهقي ١/ ٩٦ عن زهير بن حرب، عن وكيع، عن الأعمش، عن رجل، عن ابن عمر.
وقد سُمي الرجل المبهم عند البيهقي من طريق أخرى، فقد أخرجه في "سننه" ١/ ٩٦ عن أبي الحسن علي بن عبد الله الخُسْرَوجِرْدِي، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم من أصل كتابه، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاءٍ المصَّيصي - شيخ جليل - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر. وهذا إسناد رجاله ثقات، فإن كان الأعمش سمعه من القاسم بن محمد، فهو صحيح، فإن الأعمش قد رمي بالتدليس، ولم يصرَّح بسماعه.
(٣) الحميل: هو الذي يُحمل من بلاده صغيرًا إلى بلاد الإسلام.
وفي توريث الحميل من أمه التي جاءت معه - وقالت: إنه هو ابنها - خلافٌ، فعند مسروق أنه يرثها، فلذلك وَرَّث والدَ الأعمش، أي: جعله وارثًا، وعند الحنفية أنه لا يرث من أمه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>