للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في صَعيدٍ واحدٍ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، ويَنْفُذُهُمُ البَصرُ، وتَدْنُو الشّمْسُ مِنْهُمْ، فيبْلُغُ النَّاسُ من الغَمَّ والكَرْبِ ما لا يُطِيقُونَ ولا يَحْتملونَ. فيقولُ النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: ألا تَروْنَ ما قد بَلغكُمْ؟ ألا تَنْظُرُونَ من يَشْفعُ لكُمْ إلى رَبَّكُمْ؟ فيقولُ النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: عليكُم بآدَمَ.

فيأتُونَ آدَمَ فيقولونَ: أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلقكَ اللهُ بِيده، ونَفخَ فِيكَ من رُوحِه، وأمرَ المَلائِكةَ فسجَدُوا لكَ، اشْفعْ لنا إلى رَبَّكَ، ألا تَرَى ما نحنُ فيهِ؟ ألا تَرَى ما قد بَلغَنا؟ فيقولُ لهُم آدَمُ: إنَّ رَبَّي قد غَضِبَ اليومَ غَضبًا لم يَغْضبْ مِثْلَهُ قَبْلهُ، ولن يَغْضبَ بعدَهُ مِثْلَهُ، وإنّهُ قد نَهاني عن الشجرةِ فعصيته، نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذْهَبُوا إلى غَيْري، اذهبوا إلى نوحٍ.

فيأتُونَ نُوحًا فيقولونَ: يا نوحُ، أنْتَ أوَّلُ الرُّسُلِ إلى أهلِ الأرضِ، وقد سَمَّاكَ اللهُ عبدًا شكورًا، اشفعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نحن فيهِ؟ ألا تَرى ما قد بَلغَنا؟ فيقولُ لَهُمْ نُوحٌ: إنَّ رَبِّي قد غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يَغْضبْ قَبْلهُ مِثْلَهُ، ولن يَغضبَ بعدَهُ مِثْلهُ، وَإنَّهُ قد كانت لِي دَعوةٌ دَعَوْتُها على قَوْمِي، نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيمَ.

فَيأتُونَ إبراهيمَ فيقولونَ: يا إبراهيمُ، أنْتَ نَبيُّ الله وخَلِيلُهُ من أهلِ الأرضِ، فاشْفعْ لَنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ: إنَّ رَبِّي قد غَضِبَ اليومَ غَضبًا لم يَغْضبْ قَبْلهُ مثْلَهُ، ولن يَغْضبَ بعدَهُ مِثْلهُ، وإنِّي قد كَذَبْتُ ثَلاثَ كَذَباتٍ - فذَكرهُنَّ أبو حيَّانَ في

<<  <  ج: ص:  >  >>