للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثُ عبد الله بن زيدٍ حديثٌ حسنٌ غريبٌ (١)

وقد رَوَى مالكٌ وابن عيينة وغيرُ واحدٍ هذا الحديثَ عن عمرِو بن يحيى، ولم يذكروا هذا الحرفَ: أن النبيَّ مَضْمَضَ واستَنشَقَ مِن كَفٍّ واحدةٍ، وإنما ذَكَرَه خالدُ بن عبد الله، وخالد ثقةٌ حافظٌ عند أهل الحديث.

وقال بعضُ أهل العِلم: المضْمَضَةُ والاستنشاقُ من كفٍّ واحدةٍ يُجزِئُ.

وقال بعضهم: يفرِّقهُما أحَبُّ إلينا.

وقال الشافعيُّ: إِنْ جَمَعَهما في كفٍّ واحدةٍ، فهو جائزٌ، وإن فَرَّقهما، فهو أَحبُّ إلينا.


(١) وجه استغرابه ما ذكره لاحقًا من أن خالدًا تفرد بهذا الحرف "مِن كفٍّ واحدة"، وليس كذلك فقد تابعه سليمان بن بلال - وهو ثقة - عند البخاري (١٩٩)، ومسلم (٢٣٥)، ولفظه عند البخاري: "من غرفة واحدة".
قال ابن سيد الناس ورقة ٧/ ١: وإطلاق الصحة على هذا هو الظاهر الآن لثبوتِهِ في "صحيحي" البخاري ومسلم، ومتابعة سليمان بن بلال خالدًا على روايته عن عمرو بن يحيى كرواية خالد، ولوجود حديث عن ابن عباس في معناه، وهو أيضًا عند البخاري (١٤٠)، ولأن خالدًا لو انفرَدَ لم يكن حديثُه نازلًا عن درجة الصحيح على ما رسَمُوه، ولسنا في هذا وأمثاله نُلزِم الترمذي بصحيح الشيخين، إذ هو مجتهد كواحدٍ منهما، ولعلَّ متابعةَ سليمان لم تَقَعْ له، وإنما كلامُنا بحسب ما انتهى إليه الحالُ مما اقتضاه النظرُ في عصرنا، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>