للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المَجْلسِ رَجُلٌ إلَّا حَاضَرهُ اللهُ مُحاضَرةً (١)، حتَّى يَقولَ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ: يا فُلانُ بن فُلانٍ، أتذْكُرُ يَوْمَ قلت: كَذا وكَذا؟ فَيذكِّرُه بِبَعْضِ غَدَراتِه في الدُّنْيا، فَيقولُ: يا رَبِّ أفلم تَغْفِرْ لِي؟ فَيقولُ: بَلى، فَبِسَعةِ مَغْفرَتي بَلغْتَ مَنْزلَتَك هذه، فَبيْنما هُمْ على ذلك غَشِيتهُمْ سَحابةٌ من فَوْقِهمْ، فَأمْطرَتْ عَليْهمْ طِيبًا لم يَجدُوا مِثْلَ رِيحِه شَيْئًا قَطُّ.

ويَقولُ رَبُّنا: قُومُوا إلى ما أعْددْتُ لكُمْ من الكَرامةِ، فَخُذُوا ما اشْتَهَيتُمْ، فَنأتي سُوقًا قد حَفّتْ بهِ المَلائِكةُ، ما لم تَنْظُرِ العُيُونُ إلى مِثْلِه، ولم تَسْمعِ الآذانُ، ولم يَخْطُرْ على القُلُوبِ، فَيُحْمل لنا ما اشتَهيْنا، لَيْسَ يُباعُ فِيها ولا يُشْتَرى، وفي ذلك السُّوقِ يَلْقَى أهْلُ الجنَّةِ بَعْضُهمْ بَعْضًا، قال: فيُقْبِلُ الرَّجُلُ ذُو المَنْزِلةِ المُرْتَفعةِ فَيلْقى من هو دُونَهُ - وَما فِيهمْ دَنيٌّ - فَيرُوعُه ما يَرى عَليْهِ من اللِّباسِ، فَما يَنْقضي آخرُ حديثِه حتَّى يَتخيَّلَ عَليْهِ ما هو أحسنُ مِنْهُ، وذلكَ أنَّهُ لا يَنْبغي لأحدٍ أنْ يَحْزَنَ فيها، ثُمَّ نَنْصرِفُ إلى


(١) كذا في نسخة الظاهرية و (ل) ورواية ابن ماجه، وفي (أ): خاصره الله مخاصرة بالخاء، وفي (د): خاصره الله محاصرة، وفي (س) ورواية ابن حبان: حاصره الله محاصرة بالصاد.
قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٢٩٩: "حاضره الله محاضرة": بالضاد المعجمة من الحضور وقد صحف بالمهملة. قال التوربشتي : الكلمتان بالحاء المهملة والضاد المعجمة، والمراد من ذلك كف الحجاب والمقاولة مع العبد من غير حجاب ولا ترجمان، ويبينه الحديث: "ما منكم من أحد إلا ويكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان" الحديث. والمعنى: خاطبه الله مخاطبة وحاوره محاورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>