كتاب سنن الترمذي - ط الرسالة

أبواب الإيمان عن رسول الله ﷺ - ٨ - باب ما جاء في حرمة الصلاة - ج: 4 - ص: 568

أخْبِرْنِي بِعَملٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ، ويُباعِدُني من النَّارِ، قال: "لقد سَأَلْتَنِي عن عَظيمٍ، وإنَّهُ ليَسيْرٌ على من يَسَّرَهُ اللهُ عليه: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بهِ شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاة، وتَصومُ رمضانَ، وتَحُجُّ البيتَ". ثم قال: "ألا أدُلُّكَ على أبوابِ الخيرِ: الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطيئةَ كما يُطْفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجُلِ من جَوْفِ اللَّيْلِ" قال: ثم تلا ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ حتَّى بَلَغ ﴿يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٦ - ١٧]

ثمَّ قال: "ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأَمْرِ وعَمودِهِ، وذُرْوَةِ سَنامِهِ"؟ قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: "رأسُ الأمْرِ الإسلامُ، وعَمودُهُ الصَّلاةُ، وذُرْوَةُ سَنامِهِ الجِهادُ". ثمَّ قال: "ألا أُخْبِرُكَ بمَلاكِ ذلك كُلِّهِ"؟ قلتُ: بَلَى يا رسولَ اللهِ، قال: فأخَذَ بلسانِهِ قال: "كُفَّ عَلَيكَ هذا"، فقلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمُؤاخَذُونَ بما نتكلَّمُ بِهِ؟ فقال: "ثَكِلَتْكَ أمُّكَ، وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَارِ على وُجُوهِهم، أو على مَناخِرِهم إلَّا حَصائِدُ ألسِنَتِهم" (١).

هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

٢٨٠٥ - حدَّثنا ابنُ أبي عمرَ، قال: حدَّثنا عبدُ الله بن وَهْبٍ، عن عمرو بن الحارِثِ، عن دَرَّاجٍ أبي السَّمْحِ، عن أبي الهَيْثمِ

---

(١) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد منقطع، أبو وائل - وهو شقيق بن سلمة - لم يسمع من معاذ، وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث، وأخرجه ابن ماجه (٣٩٧٣)، والنسائي في "الكبرى" (١١٣٩٤). وهو في "المسند" (٢٢٠١٦).
وقد ذكرنا جميع شواهد الحديث في "المسند"، فانظرها لزامًا.