للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٧١ - حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أحمدَ، قال حدَّثنا سُفيانُ، عن الأعمَشِ، عن أبي وائلٍ

عن عبد اللهِ، قال: كان رسولُ الله يتخَوَّلُنا بالمَوْعِظةِ في الأيام مخافةَ السَّآمةِ علينا (١).

هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

٣٠٧٢ - حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدَّثنا سليمان الأَعمَشِ، قال: حدَّثني شَقيقُ بن سَلمةَ، عن عبد اللهِ بن


(١) حديث صحيح، وأخرجه البخاري (٦٨)، ومسلم (٢٨٢١)، والنسائي في "الكبرى" (٥٨٨٩). وهو في "مسند أحمد" (٣٥٨١)، و"صحيح ابن حبان" (٤٥٢٤).
قوله: "يتخولنا"، قال الحافظ في "الفتح" ١/ ١٦٢: بالخاء المعجمة وتشديد الواو: قال الخطابي: الخائل - بالمعجمة - هو القائم المتعهد للمال، يقال: خال المال يخولُه تخولًا: إذا تعهده وأصلحه، والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كُلَّ يوم لئلا نمل. والتخون بالنون أيضًا، يقال: تخوَّن الشيء: إذا تعهده وحفظه، أي: اجتنب الخيانة فيه، كما قيل في تحنَّث وتأثَّم ونظائرهما. وقد قيل: إن أبا عمرو بن العلاء سمع الأعمش يحدث هذا الحديث، فقال: "يتخولنا" باللام، فردَّه عليه بالنون، فلم يرجع لأجل الرواية، وكلا اللفظين جائز.
وحكى أبو عبيد الهروي في "الغريبين" عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يقول: الصواب "يتحولنا" بالحاء المهملة، أي: يتطلب أحوالنا التي ننشط فيها للموعظة. قلت: والصواب من حيث الرواية الأولى، فقد رواه منصور عن أبي وائل كرواية الأعمش، وإذا ثبتت الرواية وصحَّ المعنى بطل الاعتراض.

<<  <  ج: ص:  >  >>