قال الإِمام النووي ﵀: بدوام القليل تستمر الطاعة بالذكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله بخلاف الكثير الشاق حتى ينموَ القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة. وقال ابن الجوزي: إنما أحب الدائم لمعنيين: أحدهما: أن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمُعرِض بعد الوَصْل، فهو متعرِّض للذم، ولهذا ورد الوعيد في حق مَن حفظ آية ثم نسيها وإن كان قبل حفظها لا يتعين عليه. ثانيهما: أن مداوم الخير ملازم للخدمة، وليس مَن لازم الباب في كل يوم وقتًا ما كمن لازم يومًا كاملًا ثم انقطع. ورواه البخاري ومسلم من طريق أبي سلمة عن عائشة: وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووِم عليه وإن قلَّ.