للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمرَكُم بالصَّدقةِ، فإنَّ مَثلَ ذلكَ كَمَثلِ رَجُلٍ أسَرهُ العَدُوُّ، فأوْثقُوا يَدهُ إلى عُنقِه، وقَدَّمُوه لِيَضْربُوا عُنقهُ، فقال: أنا أفْدِيهِ مِنْكُم بالقليلِ والكَثيرِ، ففَدى نَفْسَهُ منهم.

وأمَركُم أنْ تَذْكُرُوا الله، فإنَّ مَثلَ ذلكَ كمَثلِ رجلٍ خَرجَ العَدُوُّ في أثَرِه سِراعًا، حتَّى إذا أتَى على حِصْنٍ حَصِينٍ، فأحْرزَ نَفْسَه منهم، كذلك العبدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَه من الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللهِ.

قال النّبيُّ : "وأنا آمُرُكُم بِخَمْسٍ، اللهُ أمَرني بِهِنَّ: السَّمْعُ والطَّاعةُ والجِهادُ والهِجْرةُ والجَماعةُ، فإنَّهُ من فارقَ الجماعةَ قِيدَ شِبْرٍ، فقد خَلعَ رِبْقةَ الإِسلام من عُنقِه إلّا أنْ يُراجع، ومن ادَّعَى دَعوَى الجاهِليَّةِ، فإنَّهُ من جُثَى جَهنَّمَ"، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ وإنْ صَلّى وصامَ؟ فقال: "وإنْ صَلّى وصامَ، فادْعوا بِدَعْوى اللهِ التي سَماكُمُ المُسْلمينَ المُؤْمِنينَ، عِبادَ اللهِ" (١).


(١) حديث صحيح، وأخرجه النسائي في التفسير من "الكبرى" (١١٣٤٩). وهو في "مسند أحمد" (١٧١٧٠)، و"صحيح ابن حبان" (٦٢٣٣).
قوله: على الشُّرف: ضبط بضم ففتح، أي: الأمكنة العالية، والمراد: على بعضها.
وقوله: ينصب، أي: يتوجه إلى عبده.
وقوله: في عصابة: في جماعة، أي: فكما أن ذاك ذو جاه وقدر عندهم، كذلك الصائم عند الله.
وقوله جثى جهنم: ضبط بضم جيم وقصر، جمع جُثوة، بضم جيم، وقيل: مثلثة الجيم: ما جمع من نحو تراب، استعير للجماعة، قاله السندي في حاشيته =

<<  <  ج: ص:  >  >>