وقد بسطنا القول في تخريج طرق الحديث، ودفع الاضطراب عنه فيما علقناه على المسند (١٧٣١٤) و (١٧٣٩٣)، فارجع إليه لزامًا. ثم قال الحافظ عن الزيادة التي عند الترمذي، وهي "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين": لم تثبت هذه الزيادة في هذا الحديث، فإن جعفر بن محمد شيخ الترمذي تفرد بها، ولم يضبط الإسناد، فإنه أسقط بين أبي إدريس وبين عمر جبيرَ بن نفير وعقبة، فصار منقطعًا، بل معضلًا، وخالفه كلُّ من رواه عن معاوية بن صالح، ثم عن زيد بن الحباب، وقد رواه عن زيد سوى من تقدم ذِكره: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وحديثه عند النسائي ١/ ٩٥، وأبو بكر الجُعْفي، وعباس بن محمد الدوري، وحديثهما عند أبي عوانة ١/ ٢٢٤ - ٢٢٥، وأبو كريب محمد بن العلاء، وحديثه عند أبي نعيم في "المستخرج"، فاتفاق الجميع أولى من انفراد الواحد. قال الحافظ: وقد وجدت للزيادة شاهدًا من حديث ثوبان. فذكره من طريق أحمد بن الحسن بن هارون (وابن السني (٣٢) عنه) عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا أبي، عن أبي سعد الأعور البقال، عن أبي سلمة - هو ابن عبد الرحمن - عن ثوبان رفعه: "من توضأ فأحسَنَ الوضوءَ، ثم قال عند فراغه: لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهَّرين، فتح اللهُ له ثمانيةَ أبواب الجنة يدخُل من أيَّها شاء". =