(٢) صحيح بطرقه وشواهده، عُبيد الله بن عبد الله، قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود (٦٦) و (٦٧)، والنسائي ١/ ١٧٤، وهو في "المسند" (١١١١٩)، (١١٢٥٧). قال الخطَّابي في "معالم السنن" ١/ ٣٧ - ٣٨: قد يتوهَّمُ كثيرٌ من الناس إذا سَمِعَ هذا الحديث أن هذا كان منهم عادةً، وأنهم كانوا باتون هذا الفعلَ قصدًا وتعمدًا، وهذا ما لا يجوز أن يُظَنَّ بذِمَّي بل بوَثَني، فضلًا عن مسلم، ولم يزل من عادة الناس قديمًا وحديثًا، مسلمِهم وكافرِهم، تنزيهُ المياه وصونها عن النجاسات، فكيف يُظن بأهلِ ذلك الزمان وهم أعلى طبقات أهل الدَّين، وأفضلُ جماعة المسلمين، والماء في بلادهم أعزُّ، والحاجة إليه أمسُّ، أن يكون هذا صنيعَهم بالماء، وامتهانهم له، وقد لعن رسولُ الله ﷺ مَن تغوَّطَ في موارد الماء ومشارِعه، فكيف مَن اتخذ عيون الماء ومنابعَه رصدًا للأنجاس، ومَطرَحًا للأقذار؟ هذا ما لا يليقُ بحالهم. وإنما كان هذا من أجل أن هذه البئرَ موضعها في حَدور من الأرض، وأن السيول كانت تَكسَحُ هذه الأقذار من الطرق والأفنيةِ، وتحملها فتُلقيها فيها، وكان الماء لكثرته لا يُؤثَّر فيه وقوعُ هذه الأشياء ولا يُغيَّره، فسألوا رسولَ الله ﷺ عن =