للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأرادَ اللهُ أنْ يَبْعَثَهُم على النَّاسِ. قال الذي عليهم: ارْجِعوا فسَتَخْرِقُونه غدًا إنْ شاءَ الله، واستَثْنى، قال: فيَرْجعونَ فيَجدونَه كهَيْئَتِه حينَ تَرَكوه، فيَخْرِقونَه، فيَخرجونَ على النَّاسِ، فيَسْتَقون المِياهَ، ويفِرُّ النَّاس منهم، فيَرْمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بالدِّماءِ، فيقولونَ: قَهَرْنا مَن في الأرضِ، وعَلَوْنا مَن في السَّماءِ، قَسْوَةً وعُلُوًّا، فيبْعَثُ اللهُ عليهم نَغَفًا في أقْفائِهِم فَيَهْلكُونَ قال: فوَالذي نَفْسُ محمّدٍ بيَدِه إنَّ دَوابَّ الأرضِ تَسْمَنُ وتَبْطَرُ وتَشْكَرُ شَكَرًا من لُحومِهِم" (١).


(١) إسناده كما قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" ٥/ ١٩٤: جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة، لأن ظاهر الآية، أي قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ [الكهف: ٩٧] يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار: أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون: غدًا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان فيلحسونه، ويقولون: غدًا نفتحه، ويُلهمون أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه. وهذا متجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كثيرًا ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم.
وأخرجه ابن ماجه (٤٠٨٠). وهو في "المسند" (١٠٦٣٢)، و"صحيح ابن حبان" (٦٨٢٩).
وقوله: "نغفًا": بنون وغين معجمة مفتوحتين، وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
"تَشْكَرُ" أي: تسمن وتمتلئ شحمًا، من شَكِرَتِ الشاةُ بالكسر شَكَرًا بفتحتين، =

<<  <  ج: ص:  >  >>