للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قال: "شُكْركُمْ، تقولونَ: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا، وبِنَجْمِ كذا وكذا" (١)

هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفُه مرفوعًا إلا من حديثِ إسرائيلَ، ورواهُ سفيانُ الثَّوْرِيُّ، عن عبدِ الأعلى، عن أبي


(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى، وهو ابن عامر الثعلبي. وهو في "المسند" (٦٧٧).
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (٧٣).
قال في "النهاية": النوء: جمع الأنواء وهي ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، فيقولون: مطرنا بنوء كذا، وإنما سمي نوءًا، لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب، ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءًا، أي: نهض وطلع.
قال البغوي في "شرح السنة" تعليقًا على حديث زيد بن خالد الجهني: وفيه: "وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب": وهذا التغليظ فيمن يرى ذلك من فعل النجم، فأما من قال: مطرنا بنوء كذا وأراد: سقانا تعالى بفضله في هذا الوقت، فذلك جائز.
قال الشافعي في "الأم" ١/ ٢٥٤: من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمْطره نوءُ كذا، فذلك كفر كما قال رسول الله ، لأن النوء وقت، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئًا، ولا يمطر ولا يصنع شيئًا، فأما من قال: مطرنا بنوء كذا على معنى: مطرنا في وقت كذا، فلا يكون كفرًا، وغيره من الكلام أحب إلي منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>