للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هي تَخْدُمُني ذاتَ ليلةٍ إذْ تكشّفَ لي منها شيءٌ، فوَثَبْتُ عليها، فلمَّا أصْبَحتُ غَدوْتُ على قومي فأخْبرْتُهمْ خَبرِي، فقلْتُ: انْطَلقوا معي إلى رسولِ اللهِ فأُخْبرهُ بأمْري، فقالوا: لا واللهِ لا نفعلُ، نَتخَوَّفُ أنْ يَنْزلَ فينا قرآنٌ أو يقولَ فِينا رسولُ اللهِ مَقالةً يَبْقى علينا عارُها، ولكن اذْهَب أنتَ، فاصْنَعْ ما بَدا لك.

قال: فخرَجْتُ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ فأخْبرْتُه خَبرِي، فقال: "أنت بذاكَ؟ " قلتُ: أنا بذاكَ. قال: "أنت بِذَاك؟ " قلتُ: أنا بذاكَ. قال: "أنت بذاكَ؟ " قلت: أنا بذاكَ، وها أنذا، فَأمْضِ فيَّ حُكْمَ اللهِ، فإنِّي صابرٌ لِذلكَ. قال: "أعتِقْ رقبةً"، قال: فضربتُ صفحةَ عُنُقي بيدِي، فقلتُ: لا والَّذي بَعثكَ بالحَقِّ ما أصْبحتُ أمْلِكُ غَيْرَها. قال: "فَصُمْ شَهْرينِ". قلتُ: يا رسولَ اللهِ وَهَلْ أصابني ما أصابني إلَّا في الصِّيامِ؟ قال: "فأطْعمْ سِتِّينَ مسكينًا". قلتُ: والّذي بَعثكَ بالحَقِّ لقد بِتْنا لَيْلَتنا هذهِ وَحْشى، ما لنا عشاءٌ. قال: "اذهبْ إلى صاحبِ صَدقةِ بَني زُرَيْقٍ، فقلْ له: فَلْيدْفَعْها إليكَ، قال: فَأطْعمْ عنكَ منها وَسْقًا سَتِّينَ مسكينًا، ثمَّ اسْتَعنْ بسَائرِهِ عليكَ وعلى عِيالكَ". قال: فرَجَعتُ إلى قَوْمي، فقلتُ: وَجَدْتُ عِنْدكُمُ الضِّيقَ وسوءَ الرَّأْي، ووَجَدْتُ عند رسولِ اللهِ السَّعةَ وَالبرَكةَ، أمَرَ لي بصَدقَتكُمْ، فادْفَعُوها إلَيَّ، فدَفَعُوها إليَّ (١).


(١) صحيح لغيره، وسلف بأخصر مما هنا برقم (١٢٣٩)، وانظر "صحيح ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>