رسولُ اللهِ ﷺ إلى عبْدِ اللهِ بنُ أُبيٍّ وأصحابِهِ، فَحلفُوا ما قالُوا، فكذَّبني رَسولُ اللهِ ﷺ وصدَّقهُ، فأصابَني شيءٌ لم يُصِبْني قَطُّ مِثلُه، فَجلَستُ في البَيتِ، فقال عَمِّي: ما أرَدتَ إلَّا أنْ كَذَّبَكَ رسولُ اللهِ ﷺ ومَقتكَ، فأنزلَ اللهُ تَعالى ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾ [المنافقون: ١] فبَعثَ إليَّ رسولُ اللهِ ﷺ فقرَأها، ثمَّ قال: "إنَّ اللهَ قد صَدَّقكَ" (١).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
٣٦٠٠ - حدَّثنا عبدُ بنُ حُمَيدٍ، قال: حدَّثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى، عن إسرائيلَ، عن السُّدِّيِّ، عن أبي سعدٍ الأزْديِّ، قال:
حدَّثنا زَيدُ بنُ أرْقمَ، قال: غَزَونا معَ رَسولِ اللهِ ﷺ وكانَ مَعنا أُناسٌ من الأعرابِ، فكُنَّا نَبْتدِرُ المَاءَ، وكانَ الأعرَاب يَسبقُونا إلَيهِ، فَسبقَ أعرابيٌّ أصحابَهُ، فَيسبقُ الأعرَابيُّ فَيملأُ الحَوضَ، وَيَجعلُ حَولهُ حِجارةً، وَيَجعلُ النَّطْعَ عَليهِ حتَّى يَجيءَ أصحابهُ. قال: فأتى رَجُلٌ من الأنْصَارِ أعرابيًا فَأرخَى زِمامَ ناقتهِ لِتَشرَبَ، فَأبى أنْ يَدَعَهُ، فانتَزعِ قِباضَ المَاءٍ، فَرفعَ الأعرابيُّ خَشبةً فَضربَ بِها رَأْسَ الأنصاريِّ فشجَّهُ، فأتى عَبدَ اللهِ بنُ أُبيٍّ رَأْسَ المُنافِقينَ فأخْبرهُ وَكانَ من أصحَابهِ، فَغَضِبَ عَبد الله بنُ أُبيٍّ، ثُمَّ قال ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] مِن حولِهِ،
(١) صحيح، وأخرجه البخاري (٤٩٠٠)، ومسلم (٢٧٧٢)، والنسائي في "الكبرى" (١١٥٩٧) و (١١٥٩٨). وهو في "المسند" (١٩٣٣٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute