وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" ٥/ ٦٣، على قوله: "لا يؤدي عني إلا علي" فقال: هو من الكذب، ونقل عن الخطابي من كتابه "شعار الدين" قوله: هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع (أي في رواية أحمد) وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض. وعامة من بلغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله ﷺ أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين. وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك. وبعث معاذًا أو أبا موسى إلى اليمن. وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة. فأين قول من زعم أنه لا يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟! قلنا: وقد ثبت أن رسول الله ﷺ أرسل عليًّا ﵁ إلى أهل مكة ببراءة، انظر حديث أبي هريرة في "المسند" (١٧٩٧٧) (٣٦٩) وهو عند البخاري أنه ﷺ أردف أبا بكر بعلي بن أبي طالب، فأمره، أن يَؤَذِّنَ ببراءة، وفيه: قال أبو هريرة: فَأَذَّنَ معنا في أهل مِنى يوم النحر ببراءة. وفي الباب عن عمران بن حصين، سلف برقم (٤٠٤٥).