للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة (١).

٤٢٦٢ - حَدَّثنا الأنْصاريُّ، قال: حَدَّثنا مَعْنٌ، قال: حدَّثنا مالكُ بن أنسٍ (ح).

وحدَّثَنا قتيبةُ، عن مالكِ بن أنسٍ، عن محمدِ بن المُنْكدرِ

عن جابرٍ: أنَّ أعرابيًّا بايعَ رسولَ اللهِ على الإسلامِ، فأصابهُ وعكٌ بالمدينةِ، فجاءَ الأعرابيُّ إلى رسولِ اللهِ ، فقال: أقِلْني بَيْعتي. فأبى رسولُ اللهِ ، ثمَّ جاءهُ، فقال: أقِلْني بَيْعَتي. فأبى، فخرجَ الأعْرابيُّ، فقال رسولُ اللهِ : "إنَّما المدينةُ كالكِيرِ تَنْفي خَبَثها، ويَنْصَعُ طَيِّبُها" (٢).

وفي البابِ عن أبي هريرةَ


(١) هذه العبارة مثبتة من (ل)، ولم ترد في سائر أصولنا الخطية، وقال المباركفوري في شرحه: وقعت في بعض النسخ.
(٢) حديث صحيح، وأخرجه البخاري (٧٢٠٩)، ومسلم (١٣٨٣)، والنسائي ٧/ ١٥١، وهو في "المسند" (١٤٢٨٤)، و"صحيح ابن حبان" (٣٧٣٢) و (٣٧٣٥).
والكير: الزق الذي ينفخ فيه الحداد، وقوله: ينصع طيبها، أي: يَخْلُصُ، وناصع كل شيء: خالصه، والمعنى: أنها إذا نفت الخبث، تميز الطيبُ، واستقر فيها، وكأن هذا الحديثَ هو في خاص من الناس ومن الزمان بدليل قوله تعالى: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ﴾
وقد خرج من المدينة بعد النبي معاذ وأبو عبيدة وابن مسعود وطائفة، ثم علي وطلحة والزبير وعمار وآخرون، وهم من أطيب الخلق، فدل على أن المراد بالحديث تخصيص ناس دون ناس، ووقت دون وقت. انظر "فتح الباري" ١٣/ ١٠٥ - ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>