قال محمد بن إسماعيلَ: رَأيْتُ أحمدَ وإسحاق، وذَكَرَ غَيْرَهُمَا، يَحْتَجُّون بحديثِ عمرو بن شعيبٍ. قال محمدٌ: وقد سمعَ شعيبُ بن محمدٍ من عبدِ الله بن عمرٍو.
ومن تكلَّم في حديث عمرو بن شعيبٍ إنَّمَا ضعَّفَهُ، لأنه يُحَدِّثُ عن صحيفَةِ جدِّه، كأنهم رَأوْا أنه لم يَسمعْ هذه الأحاديثَ من جَدِّهِ.
قال عليُّ بن عبدِ الله: وذُكِرَ عن يحيى بن سعيدٍ أنه قال: حديثُ عمرو بن شعيبٍ عندنا واهٍ.
وقد كَرِهَ قومٌ من أهل العلمِ البيعَ والشراءَ في المسجدِ، وبه يقولُ أحمدُ، وإسحاقُ.
وقد رُوي عن بعض أهل العلمِ من التابعين رُخْصَةٌ في البيع والشراء في المسجدِ.
وقد رُوي عن النبيِّ ﷺ في غير حديثٍ رخصةٌ في إنشادِ الشِّعرِ في المسجدِ (١).
(١) منها: ما أخرجه البخاري (٤٥٣)، ومسلم (٢٤٨٥)، وأبو داود (٥٠١٣) و (٥٠١٤)، والنسائي ٢/ ٤٨، وهو في "المسند" (٢١٩٣٦)، و"صحيح ابن حبان" (١٦٥٣) من حديث أبي هريرة، أن عمر مر بحسان بن ثابت في المسجد، وهو ينشد في المسجد شعرًا، فلحظ إليه، فقال: لقد كنت أُنشِدُ فيه، وفيه مَن هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال نشدتك بالله، أسمعت النبي ﷺ يقول: "أَجِب عني، اللهم أَيِّده بروح القدس"؟ قال: نعم. =