للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصَحُّ من الحديثِ الذي رُوي عن النبيِّ في الصَّائم إذا أكل ناسيًا، فإنه لا يَقضي، وإنَّما هو رِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ.

قال الشافعيُّ: وفَرَّقُوا (١) هؤلاءِ بين العَمْدِ والنسيانِ في أكلِ الصائمِ لحديثِ أبي هريرةَ.

وقال أحمدُ في حديث أبي هريرة: إنْ تكلَّمَ الإِمامُ في شيءٍ من صلاته، وهو يَرَى أنه قد أكْمَلَها، ثم عَلم أنه لم يُكْمِلْها، يُتِمُّ صلاتَهُ، ومن تكلَّم خلْفَ الإمامِ وهو يعلمُ أنَّ عليه بَقِيَّةً من الصلاةِ، فعليه أن يَسْتَقْبلَهَا. وَاحْتَجَّ بأنَّ الفرائِضَ كانت تُزَادُ وتُنْقَصُ على عهدِ رسولِ الله ، فإنَّما تَكلَّمَ ذُو اليدينِ وهو على يقينٍ من صلاته أنَّهَا تَمَّتْ، وليس هكذا اليومَ، ليس لأحدٍ أن يتكلَّمَ على معنى ما تكلَّمَ ذُو اليدينِ، لأنَّ الفرائِضَ اليومَ لا يُزَادُ فيها ولا يُنْقَصُ، قال أحمدُ نحوًا من هذا الكلام.


(١) الوجه الشائع استعماله عند جمهور العرب أن الفعل إذا أسند إلى ظاهرٍ - مثنى أو مجموع - وجب تجريده من علامة تدل على التثنية أو الجمع، فيكون كحاله إذا أسند إلى مفرد، بأن يقال: وفرّق هؤلاء، وما قاله الشافعي جائز على لغة بني الحارث بن كعب التي يسميها النحاة: لغة أكلوني البراغيث، وقد وردت في حديث أبي هريرة مرفوعًا: "يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار" عند البخاري (٥٥٥)، ومسلم (٦٣٢)، وغيرهما. وتكون الواو في "أكلوني" و"يتعاقبون" حرف دالُّ على الجمع، و"ملائكة" فاعل يتعاقبون، و"البراغيث" فاعل أكلوني. انظر "شرح ابن عقيل" ٢/ ٧٩ - ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>