(١) قال الحافظ في "الفتح" ٤/ ٢٤٥: واختلف أهل الشرع في تعيينه، فقال الأكثر: هو اليوم العاشر، قال القرطبي المحدث: عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم، وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة، إلا أنهم لما عدلوا به عن الصفة، غلبت عليه الاسمية، فاستغنوا عن الموصوف، فحذفوا الليلة، فصار هذا اللفظ علمًا على اليوم العاشر، وذكر أبو منصور الجواليقي أنه لم يسمع فاعولاء إلا هذا وضاروراء وساروراء ودالولاء من الضار والسار والدال. وعلى هذا فيوم عاشوراء: هو العاشر، وهذا قول الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره. وقال الزين بن المنَيِّر: الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية، وقيل: هو اليوم التاسع، فعلى الأول فاليوم مضاف لليلته الماضية، وعلى الثاني هو مضاف لليلته الآتية. (٢) أخرجه عبد الرزاق في "المصنِّف" (٧٨٣٩)، ومن طريقه البيهقي ٤/ ٢٨٧. أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: خالفوا اليهود، وصوموا التاسع والعاشر. وهذا سند صحيح، ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/ ٧٨ من طريق روح، عن ابن جريج به. ورواه الشافعي في "السنن المأثورة" (٣٣٧) عن سفيان بن عيينة، سمع عبيد الله بن أبي يزيد يقول: سمعت ابن عباس يقول: صوموا التاسع والعاشر ولا تتشبهوا بيهود.