للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

من الصوت الأول، وهو سنة عند مالك والشافعي رحمهما اللَّه، واختلفت الرواية عن أحمد، وظاهر مذهبه عدم الترجيع، وقال أئمة مذهبه: الخلاف في الاختيار، ولا خلاف في جواز الأمرين من غير كراهة، وقيل عنه: يكره الترجيع، ونُقل عنه: أنه قال: قد رجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أذان أبي محذورة، فأقرَّ بلالًا على أذان عبد اللَّه بن زيد، ولا ينافيه ما قيل: إن أذان عبد اللَّه بن زيد كان بالمدينة، وأذان أبي محذورة كان بعد فتح مكة.

والترجيع ليس بسنة عندنا.

وقال في (الهداية) (١): ولنا أنه لا ترجيع في المشاهير، وكان ما رواه تعليمًا فظنه ترجيعًا.

وقال الشيخ ابن الهمام (٢): منها حديث عبد اللَّه بن زيد بجميع طرقه، ومنها ما في (سنن أبي داود) عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، ورواه ابن خزيمة وابن حبان، فاحتمل أن يكون ذلك في حديث أبي محذورة؛ لأنه لم يمدّ بها صوته على الوجه الذي أراده النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: (ارجع فَمُدَّ بها صوتك)، وهو المراد بقول المصنف: (وكان ما رواه تعليمًا) أي: تعليمًا لكيفية أذانه، فظنه ترجيعًا، واستشكل بما في (أبي داود) بإسناد صحيح عن أبي محذورة قال: قلت: يا رسول اللَّه! علمني سنة الأذان، قال: (تقول: اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه، أشهد أن محمدًا رسول اللَّه أشهد أن محمدًا رسول اللَّه، تخفض بها صوتك، ثم ترفع بها صوتك)، هذا وقد روى الطبراني عن أبي محذورة ولم يذكر فيه ترجيعًا، فيعارض رواية أبي محذورة فيتساقطان، ويبقى


(١) "الهداية" (١/ ٤٣).
(٢) "فتح القدير" (١/ ٢٤١ - ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>