للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ: إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ". وَلَفْظُ هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا فِي "الْمَصَابِيحِ" لَمْ أَجِدْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن إِلَّا فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ". [ح: ٩٢٥].

ــ

المعيش بعيشة ضنك.

وقوله: (كيوم) مبني على الفتح (١)، وتنوينُه وجَعْلُ (ولدته أمه) صفة بحذف العائد خارج عن قانون العبارة العربية.

قوله: (فتنة) أي: دينية مضلة.

وقوله: (فاقبضني) فيه أنه لا يكره طلب الموت لخوف فتنة دينية، وفي الحقيقة هذا تعليم للأمة، وكذلك أكثر دعواته -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (قال: والدرجات) أي: قال اللَّه تعالى زيادة لتعليم نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد ما بين الكفارات، أو قال النبي زيادة في البيان بحصول العلم من اللَّه، وسيجيء في الفصل الثالث من حديث معاذ بن جبل ما يظهر المراد به، فينبغي أن يحمل هذا الحديث على ذلك ولو بارتكاب تكلف في العبارة، فتدبر، واللَّه أعلم.

وقوله: (إفشاء السلام) أي: إظهاره والابتداء به على من عرف وعلى


(١) قال القاري: مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ لإِضَافَتِهِ إِلَى الْمَاضِي، وَإِذَا أُضِيفَ إِلَى الْمُضَارعِ اخْتُلِفَ فِي بِنَائِهِ، قَالَهُ الطَّيبِيُّ، وَمِثَالُ الْمُضَارِعِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [المائدة: ١١٩] فَقَرَأَ نافِعٌ بِالْفَتْحِ، وَالْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ كَانَ مُبَرَّا كَمَا كَانَ مُبَرًّا يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٦١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>