للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٩١ - [٢] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}،

ــ

أديت مع كراهة التحريم، ويكون جابرًا للأول لأن الفرض لا يتكرر.

وقال التُّورِبِشْتِي (١): ويحتمل أن الرجل ترك فرضًا من فرائض الصلاة، فلذلك أمره -صلى اللَّه عليه وسلم- بالإعادة، لا لترك الطمأنينة والقومة والجلسة، فإن قلت: قال الكرماني: كيف تركه مرارًا يصلي صلاة فاسدة؟ فالجواب أنه لم يأذن له في صلاة فاسدة، ولا علم من حاله أنه يأتي بها في المرة الثالثة فاسدة، لاحتمال أن يكون ناسيًا أو غافلًا فيتذكره فيفعله من غير تعليم، فما قال بعد مرات: علمني يا رسول اللَّه، علم أنه جاهل، فليس هذا من باب التقرير على الخطأ، بل من باب تحقيقه، فتدبر.

٧٩١ - [٢] (عائشة) قوله: (يستفتح الصلاة بالتكبير) يحتمل كون التكبير شرطًا للصلاة، كما هو مذهبنا، وكونه ركنًا، كما هو مذهب الشافعي رحمه اللَّه.

وقوله: (والقراءة) أي: يستفتح القراءة (بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) بضم الدال على الحكاية، أي: بهذه السورة، فكأنها صارت اسمًا لهذه السورة، كما إذا سئل أحد: ما تقرأ؟ فيقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص]، وفي الحقيقة المراد السورة التي أولها هذا اللفظ، وقد جاء في (صحيح البخاري): أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لأبي سعيد بن المعلى: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن؟ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ})، وهذا تأويل صحيح لا بدّ منه لدفع توهم أنه كان لم يقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وإن أريد عدم الجهر بالتسمية فهو مؤول عند الشافعي، ولا حاجة إليه عندنا، وقد وردت الأحاديث في كليهما، ويتم الكلام فيه في (باب القراءة).


(١) "كتاب الميسر" (١/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>