وتاء نحو نملة ونخلة فارقة بين الجنس وواحدة، لا بين المذكر والمؤنث، حتى جاز نملة ذكر، فعند بعضهم يجوز اعتبار تأنيثه اللفظي وإن أريد الذكر، ولا يعارض تذكيره تأنيثه، كما هو ظاهر كلام ابن الحاجب، حتى قال: كان قول من زعم أن النملة في قوله تعالى {قَالَتْ نَمْلَةٌ}[النمل: ١٨] أنثى لورود تاء التأنيث وهمًا.
وعند ابن السكيت كظلمة في معارضة التذكير التأنيث، وعدم سراية التأنيث إلى غيره، فلا يجوز للنملة الذكر جاءت نملة، وإنما تؤنث إذا أريد الأنثى، وعلى هذا القول بناء استدلال إمامنا الأعظم أبي حنيفة -رحمه اللَّه- بقوله تعالى:{قَالَتْ نَمْلَةٌ} على أن النملة أنثى، كما هو المشهور من قصته مع قتادة -رضي اللَّه عنه- (١)، وقول ابن السكيت: هو الصحيح، والظاهر أن الحاضرين في الحلقة كلهم قرَّروا ذلك، ولم يردّه أحد.
٨٩١ - [٥](عبد اللَّه بن مالك ابن بحينة) قوله: (وعن عبد اللَّه بن مالك ابن بحينة) بتنوين (مالك)، وكتابة (ابن) بالألف؛ لأن (ابن بحينة) ليس صفة لـ (مالك)، بل لـ (عبد اللَّه)، لأن مالكًا اسم أبيه وبحينة اسم أمه، فـ (ابن بحينة) بدل من (ابن مالك)، أو صفة بعد صفة لعبد اللَّه، هذا هو المشهور، وعليه الجمهور من الشارحين، ولكن القاضي عياض شذَّ بقوله: بحينة اسم أم أبيه، واللَّه أعلم.
وقوله:(حتى يبدو بياض إبطيه) بكسر الهمزة وسكون الباء، وقد يكسر: باطن