في هذا الطريق عبادة بعد أداء الفرائض أفضل من الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان تارة يقول: صلوا حتى تصيروا رطب اللسان بذلك، وأخرى: صلوا حتى تنصبغوا بصبغه وتستغرقوا فيه.
وقوله:(إذًا يكفى همك) بصيغة المجهول بالياء التحتانية ورفع (همك)، أو الفوقانية ونصب (همك) بأنه مفعول ثان لى (يكفي) أي: إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي؛ كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، على قياس (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، فمن كان للَّه ورسوله كان اللَّه ورسوله له، جعلنا اللَّه منهم.
قال بعضهم: لما صرف العبد سؤاله وطلبه ورغبته في محاب اللَّه ورسوله، وآثره على محاب نفسه، لا جرم استحق جزاءً كاملًا، وفضلًا مخصوصًا، ويغنيه عن التشبث بأسباب ذلك، وهذه نكتة غريبة في قضاء حوائج العبد وكفاية مهماته لاشتغاله بالصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فافهم.
٩٣٠ - [١٢](فضالة بن عبيد) قوله: (عن فضالة) بفتح الفاء.
وقوله:(إذ دخل) أي: في المسجد (رجل فصلى، فقال) أي: في الصلاة أو بعدها.