للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٥٧ - [١٩] وَعَنْ عَائِشَةَ -رضي اللَّه عنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ تَسْلِيمَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ثُمَّ يَمِيلُ إِلَى الشِّقِّ الأَيْمَنِ شَيْئًا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: ٢٩٦].

ــ

٩٥٧ - [١٩] (عائشة -رضي اللَّه عنها-) قوله: (تلقاء وجهه) ذهب مالك إلى أنه يسلم بتسليمة واحدة قِبَلَ وجهه أخذًا بهذا الحديث، والثلاثة على أنه يسلم تسليمتين أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره؛ لمَا سبق من حديث ابن مسعود رواه الخمسة ومسلم بمعناه، وصححه الترمذي، وحديث سعد بن أبي وقاص رواه أحمد ومسلم والنسائي، وقال الشيخ ابن الهمام (١): وحديث ابن مسعود أرجح مما أخذ به مالك من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-، وروي عن الإمام أحمد في تأويل حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- أن معناه أنه كان يجهر بتسليمة واحدة، قال ابن قدامة (٢): والمعنى في هذا أن الجهر في غير القراءة إنما هو للإعلام وقد حصل بالأولى، وقال: معنى قول عائشة -رضي اللَّه عنها-: (تلقاء وجهه) أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يبتدئ بقوله: السلام عليكم إلى القبلة، ثم يلتفت عن يمينه وشماره، والتفاتُه في أثناء سلامه.

وقال صاحب (سفر السعادة) (٣): وجاء في حديث عدي بن عميرة: كان يسلِّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه، وإسناده غير قائم عند أهل الحديث، وحديث عائشة: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يسلم تسليمة واحدة يرفع بها صوته حتى يوقظنا، أيضًا معلَّل، وبعد تسليم صحته فهو لا يدل صريحًا على نفي التسليمة الثانية، يعني ظاهره على أن التسليمة الواحدة كان يرفع بها صوته للإيقاظ، ولا يرفع صوته بالثانية لعدم الحاجة كما ذكرنا من تأويل أحمد.


(١) "شرح فتح القدير" (١/ ٣١٩).
(٢) "المغني" (١/ ٣٩٩).
(٣) "سفر السعادة" (ص: ٤٨، ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>