للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ". . . . .

ــ

والذنوب)، ثم الأسن فإن تساووا في السن فأحسنهم خلقًا، فإن كانوا سواء فأصبحهم وجهًا، وقد يراد بحسن الوجه كثرة الصلاة بالليل لما جاء في الحديث (١): (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار)، وهو تكلف، وللمحدثين كلام في ثبوت هذا الحديث، والثابت عندهم أنه قول شريك بن عبد اللَّه القاضي كما عرف في موضعه، ثم إن استووا في ذلك فأشرفهم نسبًا، فإن كانوا سواء في هذه كلها أقرع بينهم أو الخيار إلى القوم، كذا ذكر الشيخ ابن الهمام، وذكر أيضًا أنه اختلف في المسافر والمقيم، قيل: هما سواء، وقيل: المقيم أولى يعني للمقيمين، وذلك ظاهر، وفي (الحاوي) (٢) في مذهب الشافعي رحمه اللَّه بعد الأسن النسيب، ثم نظيف الثوب، ثم حسن الصوت، ثم الصورة.

وقوله: (ولا يقعد) بالرفع والجزم، وأرادوا بالتكرمة ما يعد للرجل إكرامًا له في منزله من نحو فراش أو سجادة، وفي (المشارق) (٣): ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه، أي: فراشه يريد الذي يكرم بالإجلاس عليه من يقصده، وكذا الوساد وشبهه، قال في (القاموس) (٤): التكرمة التكريم والوسادة، وقد يراد به المائدة، والأول هو الصواب.

وقوله: (إلا بإذنه) متعلق بكلا الفعلين.


(١) قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (٢/ ٢٨): قال العقيلي: باطل لا أصل له، ولا يتابع ثابتًا عليه [ثقة].
(٢) "الحاوي في فقه الشافعي" (٢/ ٣٥١).
(٣) "مشارق الأنوار" (١/ ٥٤٨).
(٤) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>