الذي وعظتنا وخوفتنا فيه، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- خطب بعد الصلاة كما جاء في الأحاديث.
وقوله:(ثم رأيناك تكعكعت) أي: تأخرت، وأصله التأخر للجبن والخوف، (فتناولت) أي: قصدت الأخذ ولو أخذته، أو المراد تناولت لنفسي ولو أخذته، أي: تناولته لكم وأعطيتكم لأكلتم ما بقيت الدنيا، والخطاب لجماعة الحاضرين كما هو الظاهر.
ويفهم من كلام الطيبي (١) أنه محمول على الخطاب العام، وهو قليل بصيغة الجمع كما صرحوا به، والأكل منه إلى مدة بقاء الدنيا بأن يخلق اللَّه مكان كل حبة تُقتطف حبةً أخرى كما هو المروي من خواص ثمار الجنة، وهذا الاحتمال هو الأظهر في هذا المقام كما في زيادة الطعام والتمر بمعجزته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: بأن يزرع فيبقى نوعه، وهذا تأويل وصرف عن الظاهر، واللَّه أعلم. وإنما لم يفعل -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك ليبقى الإيمان بالغيب.
وقوله:(فلم أر كاليوم منظرًا) أي: ما رأيت منظرًا مثل منظر رأيته اليوم، أو ما رأيت منظرًا في يوم كرؤيتي اليوم منظرًا، والمآل واحد.