وقوله:(لم يبلغها) صفة (منزلة)، و (صبَّره) بالتشديد، أي: حمله على الصبر ورزقه الصبر، أي: قدر اللَّه تعالى لعبد منزلةً ودرجةً رفيعةً، ولم يقدر ذلك العبد أن يبلغ تلك المنزلة بالعمل الصالح أصابه اللَّه ببلاء، ورزقه صبرًا على ذلك البلاء، حتى يبلغ تلك المنزلة من ثواب ذلك البلاء. قال الشيخ الإِمام أبو عبد اللَّه محمد بن علي الحكيم الترمذي: ولقد مرضت في سالف أيامي مرضةً، فلما شفاني اللَّه تعالى منها مثلت في نفسي ما دبر اللَّه لي من هذه العلة في مقدار هذه المدة وبين عبادة الثقلين في قدر أيام علتي، فقلت: لو خيرت بين هذه العلة وبين أن يكون لي عبادة الثقلين في مقدار مدتها إلى أيهما أميل اختيارًا، فصح عزمي ودام يقيني ووقعت بصيرتي أن مختار اللَّه تعالى أكثر شرفًا وأعظم أجرًا وأنفع عاقبةً، وهي العلة التي دبَّرها لي ولا شوب فيه.
١٥٦٩ - [٤٧](عبد اللَّه بن شخير) قوله: (مثل) بتشديد المثلثة بلفظ المجهول، أي: صور وخلق.
وقوله:(تسع وتسعون منية) يعني أن الإنسان مشمول بالبلايا والمصائب لا تعد ولا تحصى، لا محيص له عنها، وإن خلص منها نادرًا أدركه.
وقوله:(الهرم) وهو أقصى الكبير وأشدُّه، وهو داء لا دواء له، والمنية: الموت