للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٧٠ - [٤٨] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: ٢٤٠٢].

١٥٧١ - [٤٩] وَعَنْ عَامرٍ الرَّامِ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الأَسْقَامَ فَقَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السَّقْمُ ثمَّ أَعْفَاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِنْهُ، كَانَ كفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ. وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ،

ــ

كالمنا (١)، والمراد به البلاء، سمي بها لكونه سببًا ومقدمةً لها، وأصل التمنية الابتلاء والتقدير، يقال: منَّاه اللَّه تمنيةً: قدره وابتلاه واختبره، والموت مقدر، والإنسان مبتلى به بقوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: ٧].

١٥٧٠ - [٤٨] (جابر) قوله: (يود) الود يجيء بمعنى المحبة والتمني، وهما متلازمان، ومفعول (يودّ) محذوف، أي: كونهم مبتلين في الدنيا أشدّ البلاء بقرينة قوله: (لو أن جلودهم. . . إلخ)، أي: قائلين أو متمنين، و (لو) للتمني، ويجوز أن تكون للشرط والجزاء محذوف، ويفهم منه أيضًا معنى التمني، فافهم.

١٥٧١ - [٤٩] قوله: (وعن عامر الرام) صحابي، ويقال: ابن الرام، والأول أشهر، و (الرام) مخفف الرامي.

وقوله: (ثم أعفي) بمعنى عُوفي، يقال: عافاه اللَّه من المكروه معافاة وعافية:


(١) كذا في الأصل، والظاهر: جمعها المنايا.

<<  <  ج: ص:  >  >>