للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٩٣ - [٧١] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: "يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلدِهِ". قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ". . . . .

ــ

كليًّا بل جزئيًّا.

وقال الطيبي (١): مبني على التوكل، أو على اليأس من حياته، وقد جاء في الحديث: (لا تُكْرِهوا مرضاكم على الطعام والشراب؛ فإن اللَّه يطعمهم ويسقيهم) (٢)، والحكمة فيه ظاهرة؛ لأن طبيعة المريض مشغول بإنضاج مادته وإخراجه، ولو أُكْرِهَ على الطعام والشراب تكل الطبيعة عن فعلها، ويشغل بهضمها، وتبقى المادة فجًّا ولا تنضج، ويتقوى المرض، فلا يتقوت المريض إلا بشيء لطيف من الأشربة والأغذية تتقوى به الطبيعة، ولا يستعمل بهضمها كالأشربة اللطيفة وأمراق الفراريج، يعني إن لم يكن مضرة ومنافية لمرضه وبإنعاش القوة بالروائح العطرة المفرحة.

١٥٩٣ - [٧١] (عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (قيس له) أي: قدر له إلى منقطع أثره، أي موضع انقطع فيه سفره وانتهى إليه، فمات فيه، فالمراد أثر الأقدام، وقال الطيبي (٣): المراد بالأثر الأجل، سمي أثرًا لأنه يتبع العمر، وأصله أيضًا من أثر الأقدام، فإن مات لا يبقى لأقدامه أثر، فافهم.

وقوله: (في الجنة) متعلق (بقيس) وظاهر العبارة أنه يعطى له في الجنة مكان هذا


(١) "شرح الطيبي" (٣/ ٣٢١).
(٢) أخرجه الترمذي (خ: ٢٠٤٠).
(٣) "شرح الطيبي" (٣/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>