الجنازة عين الميت ووصفت بأعماله الصالحة. . . إلى آخر ما قرر، فافهم.
وقوله:(فخير تقدمونها إليه) أي: فالإسراع سببُ خيرٍ تقدمون الجنازة إليه، وهو وصولها إلى جزاء عمله من نعيم القبر.
١٦٤٧ - [٢](أبو سعيد) الخدري, قول:(إذا وضعت الجنازة) أي: وضع الميت على النعش.
وقوله:(قالت) أي: الجنازة، قيل: القائل الروح، وأسند القول إلى الجنازة -وهو الجسد- مجازًا، وقيل: لا مانع من إن يردَّ اللَّه سبحانه الروح إلى الجسد في تلك الحال (١).
وقوله:(يا ويلها) الويل: الهلاك، ينادي الهلاك ويقول: يا هلاكي احْضُرْ فهذا أوانُكَ، والظاهر أن يقول: يا ويلي، ولكنه من تصرف الراوي كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه، وقيل: لما كان أبصر نفسه غير صالحةٍ نزعها وجعلها كأنها غيره، وهذه نكتة، والوجه هو الأول.
(١) قال ابن بزيزة: قوله في آخر الحديث: "يسمع صوتها كل شيء" قال على أنه قول بلسان القال لا بلسان الحال، انظر: "فتح الباري" (٣/ ١٨٥)، و"عمدة القاري" (٦/ ١٥٨).