وقوله:(ثم دخلنا) أي: مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:(يجود بنفسه) جاد بنفسه: قَارَبَ أَنْ يَقْضِيَ، من الجود، كأنه يجود بها كما يجود بماله، وفي هذا التعبير إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن لا يضيق فزعًا عند الموت؛ لأن الحياة عارية.
وقوله:(تذرفان) ذرفت العين: سال دمعها، وذرف الدمع: سال، من باب ضرب.
وقوله:(وأنت يا رسول اللَّه) تعجب واستبعاد لصدوره -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لدلالته في الظاهر على الضعف وعدم تحمل المصيبة، والواو للعطف على محذوف، أي: الناس يبكون وأنت تبكي مثلهم.
وقوله:(إنها رحمة) أي: هذا الدمع أثر رحمة ورأفة على المقبوض بمشاهدة حالته التي ابتلي بها من شدة الأمر وضعف البنية، لا من الجزع كما توهمت.
وقوله:(ثم أتبعها بأخرى) أي: أتبع الدمعة بدمعة أخرى، أو الكلمة بكلمة أخرى، ويلائمه قوله:(فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن) من باب سمع لازم، ومن نصر متعد، أي: أنها جبلة للمؤمن الرقيق القلب، ورحمة من اللَّه أودعت فيه (١).
(١) في هذا الحديث فوائد جليلة ذكرها الحافظ في "فتح الباري" (٣/ ١٥٨) فلينظر ثمة.