البناء، وفي شرح الشيخ: في إطلاقه نظر، بل الوجه تقييد الكراهة إن سلمت بما لا تدعو الحاجة إليه، وعليه يحمل خبر:(ويؤجر ابن آدم على كل شيء إلا ما يضعه في هذا التراب)، وغيره من الأخبار الواردة في هذا الباب.
وقوله:(قال) أي: عمر.
وقوله:(ثم انطلق) أي: ذلك الرجل.
وقوله:(فلبثت) على صيغه المتكلم، وقد يروى (فلبث) بلفظ الغائب؛ أي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (مليًّا) أي: زمانًا طويلًا، ومنه الملوان: الليل والنهار، وأما المهموز فهو من الملاءة بمعنى اليسار والغنى، وقد تثبت رواية الترمذي وأبي داود وغيرهما أنه لبث ثلاثًا، وظاهره أنه ثلاث ليال، وفي (صحيح أبي عوانة): (فلبثت ليالي، فلقيني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد ثلاث)، ولابن حبان:(بعد ثلاثة)، ولابن منده:(بعد ثلاثة أيام)، قال الشيخ ابن حجر (١): وينافيه خبر أبي هريرة: (فأدبر الرجل، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: رُدّوه، فأخذوا يردّونه، فلم يروا شيئًا، فقال: هذا جبرئيل)، وأجيب بأنه يحتمل أن عمر -رضي اللَّه عنه- لم يحضر قوله هذا، بل كان قد ذهب فأخبر به بعد ثلاث، انتهى.
هذا وقد يفسر قوله:(مليًّا) بساعة طويلة، ورواية (ثلاثًا) بثلاث ساعات، ويستبعد غيبة عمر -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مجلسه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاثة أيام، واللَّه أعلم.
وقوله:(فإنه جبريل) أي: إذا كنتم غير عالمين فاعلموا أنه جبريل.