للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-أَوْ قَالَ: سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ-، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلَاثَةٌ مِن ذَوِي الْحِجَى مِنْ قَوْمِهِ,. . . . .

ــ

حاجته، وأيضًا قوام الشيء بالكسر: نظامه وعماده وملاكه، وهو قريب من هذا المعنى، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: ٥]، وأما القوام لا فهو بمعنى العدل والوسط، ومنه قوله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧] أي: كان إنفاقهم وسطًا عدلًا بين الإسراف والتقتير، هكذا في الشروح وكتب اللغة والتفسير، وأما صاحب (القاموس) (١) فقد جعل القوام كَسَحَابٍ بمعنى العدل وما يعاش به، وبالكسر نظام الأمر وعِمَاده، فتدبر.

وقوله: (أو قال: سدادًا) بكسر السين بمعنى ما يسدّ به الحاجة، وكل ما يسدّ به شيء فهو سداد, ومنه سداد الثغر والقارورة, قال التُّورِبِشْتِي (٢): والسين منه مكسورة, ومن فتح فقد أخطأ, وأما السداد -بالفتح- فهو بمعنى الصواب والقصد في القول والعمل, وفي ذكر القوام أو السداد مبالغة في الكفّ عن المسألة كأنه شبه السائل بالمضطر الذي يحل له أكل الميتة لسدّ رمقه وقيام بدنه, وليس ذلك شرطًا في حلّ السؤال, بل يكفى في ذلك فقدان قوت يومه.

وقوله: (يقوم) هكذا في رواية مسلم, وقيل: الصواب (يقول) كما جاء في رواية أبي داود، وأجيب بأن التقدير: يقوم ثلاثة قائلين: لقد أصابت, ولكنه ذكر (يقوم) مبالغة, ولهذا برزه في معرض القسم في قوله: (لقد أصابت) بقرينة ذكر اللام, وليس المراد معنى الشهادة، وذكر الثلاثة أيضًا للاحتياط؛ ولكونها جماعة، وكذا ذكر (ذوي الحجى)


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٦٢)
(٢) "كتاب الميسر" (٢/ ٤٣٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>