قال الشيخ (١): وقع في (التاريخ الصغير) للبخاري بهذا الإسناد: (فكانت سودة -رضي اللَّه عنها- أسرعنا لحوقًا)، وكذا أخرجه البيهقي، وكذا في رواية عفان عند أحمد وابن سعد أيضًا، وفسره الخطابي وقال: لحوق سودة به من أعلام النبوة، لكن هذا خلاف المعروف عند أهل العلم لاتفاق أهل السير على أنها زينب -رضي اللَّه عنها-، صرح به النووي، وسبقه إلى نقل الاتفاق ابن بطال، فكانت ماتت في زمان أمير المؤمنين عمر -رضي اللَّه عنه-، وبقيت سودة -رضي اللَّه عنه- إلى أن توفيت في زمان معاوية في شوال سنة أربع وخمسين، حتى قال ابن الجوزي: هذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجب من البخاري كيف لم يتنبه عليه، كما رواه مسلم من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة -رضي اللَّه عنها- بلفظ:(فكانت أطولهن يدًا زينب) انتهى كلام الشيخ، وله فيه كلام بعد، وهذا الذي ذكره الشيخ للبخاري كان في (تاريخه الصغير) فإنه صرح فيه بأن سودة أسرعهن لحوقًا، ولفظ البخاري في (صحيحه) أيضًا ظاهر في ذلك؛ فإنه ليس فيه لفظ (زينب) في قوله: (فكانت أسرعنا لحوقًا به زينب) كما في أكثر نسخ (المشكاة)، فظاهر السياق أن الضمير لسودة.
فقال السيوطي: قال بعض الحفاظ: كأن الحديث سقط عنه لفظ (زينب) بعد قوله: (فكانت)، وعندي أنها من بعض نساخ الصحيح لا من المصنف، أو سقطت من المصنف حال الكتابة، وقيل: وإما أن في الحديث اختصارًا وطيًّا لذكر زينب -رضي اللَّه عنها-،