وهو في مقابلة الفاقد، وكل ما هو من صفات الكمال فهو موجود للَّه سبحانه، وهو الواجد المطلق، ومن عداه إن كان واجدًا لشيءٍ من صفات الكمال وأسبابه فهو فاقد لأشياء فلا يكون واجدًا مطلقًا.
وقيل: من الوجد بمعنى الغَناء وهو الغني المطلق، لكن حينئذٍ يلزم الترادف، اللهم إلا أن يفرق بأن في الغنى شيئان: وِجْدان ما يريد، وعدم الاحتياج إلى غيره، فالواجد باعتبار الأول، والغنيُّ باعتبار الثاني، واللَّه أعلم.
والتخلق بأن يسعى العبد في تحصيل ما لا بدّ له من الكمالات حتى يستغني عما سوى اللَّه وفضله، اللهم اجعلنا واجدين لأقسام الكمال فاقدين للنقصان، وصيِّرنا واجدين شهودك فاقدين وجودنا لوجودك، ورقِّنا عن التواجد إلى الوجد، وعن الوجد إلى الوجود، وذلك أقصى مقام العرفان والشهود.
وقوله:(الماجد) بمعنى المجيد؛ كالعالم بمعنى العليم، إلا أن في صيغة المجيد مبالغة، وكل صفات اللَّه كامل وبالغ إلا أنه قد يعتبر بما يدل ظاهرًا على المبالغة أو التكيد، وقد يكتفى بإثبات أصل المعنى الذي هو في نفسه كامل من غير الدلالة عليه باللفظ، وقد سبق معناه.
يا ماجد يا مجيد، يا غني، يا حميد، مجدنا بمجدك، وأوجدنا بوجدك.
وقوله:(الواحد) هو الذي لا يتجزأ ولا يثنَّى، أي: لا يكون له نظير، أما الاول فكالجوهر الفرد والنقطة، والثاني كالشمس فإنه لا نظير له، لكنه يمكن أن يكون، والموجود الذي يتفرد بخصوص وجوده غير قابل للانقسام أصلًا، ولا يمكن أن يكون له نظير يشاركه فيه، فهو الواحد المطلق أزلًا وأبدًا، وأما العبد فإنما يكون واحدًا إذا لم يكن له في أبناء جنسه نظير، في خصلةٍ من الخصال، في وقت من الأوقات، مع