للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَحَدُ، الصَّمَدُ،

ــ

أنه يوجد في خصلة أخرى وفي وقت آخر [مثله]، فلا يكون واحدًا على الإطلاق، ومن عرف أن اللَّه واحد في صفات الكمال لا شريك له لم يتوجه إلا إليه ولا يشركه غيره.

والتخلق بأن يسعى أن يكون متوحدًا في الكمال بالنسبة إلى من يمكن التوحد بالنسبة إليه، ويكون واحدًا في العبودية، كما أنه تعالى واحد في الألوهية، وبأن يستغرق في لجة التوحيد فلا يرى إلا الواحد بعين الشهود، والواحد من العباد في صفات الكمال وفي حقيقة العبودية ليس إلا محمد سيد المرسلين -صلى اللَّه عليه وسلم-، فههنا إله وعبد، والإله هو اللَّه، والعبد هو محمد، وكما أنه ليس للَّه شريك في الألوهية فكذلك لا شريك لمحمد في العبودية، لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، اللهم اجعلنا واحديًّا أحديًّا ومحمديًّا، واجعلنا متوحدين في عبوديتك، متفردين في طريق صمديتك، مستغرقين في لجة توحيدك، ومشغولين بتحميدك وتمجيدك.

واعلم أنه ليس في (جامع الترمذي) و (الدعوات) للبيهقي و (شرح السنة) اسم (الأحد) لكن ثبت في (جامع الأصول) (١): الواحد والأحد، وقد يفرق بينهما لفظًا ومعنًى بوجوه ذكرها الطيبي (٢)، أما الفروق اللفظية فلا كثير مناسبة بالمقام، وأما المعنوية فيقال: إن أحدًا أبلغ من الواحد، لأنه صيغة الصفة المشبهة التي بنيت لمعنى الثبات، وأن الواحد بمعنى عديم التجزؤ، والأحد عديم التثني، وأن الواحد باعتبار الذات، والأحد باعتبار الصفات، أو بالعكس.

(الصمد) السيد الذي يُصمد إليه في جميع الحوائج، ويقصد إليه في الرغائب،


(١) "جامع الأصول" (٤/ ١٧٣).
(٢) "شرح الطيبي" (٥/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>