للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الإِسِلَامِ بِعِزِّ عَزِيزٍ وَذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللَّهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا". قُلْتُ: فَيَكُونُ الدِّينُ كلُّهُ للَّهِ. رَوَاهُ أَحْمَد. [حم: ٤/ ٦].

٤٣ - [٤٢] وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبّهٍ قِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ،

ــ

من مدركم) أي: بلدكم، يقول: من أراد العمرة ابتدأ لها سفرًا جديدًا من منزله من غير سفر الحج، وهو مستحب لا واجب.

وببيت الوبر البوادي؛ لأنهم يسكنون فيها في الخيام، وهي من الوبر غالبًا.

وقوله: (إلا أدخله) أي: أدخل اللَّه، حذف للعلم ودلالة السياق، وقد ذكر في بعض النسخ صريحًا، والضمير المنصوب الراجع إلى البيت ظرف بتقدير (في) وإن كان مكانًا محدودًا لكونه بعد دخلت.

وقوله: (بعز عزيز) أي: ملتبسة بعز شخص يعزّه اللَّه بها، بأن يختار تلك الكلمة ويؤمن بها، وملتبسة بذل ذليل، أي: شخص يذلّه اللَّه بها، بأن لم يؤمن.

وقوله: (إما يعزهم اللَّه) بيان وتفصيل لدخول الكلمة كل بيت بعز وذل، فبالعز بأن يجعلهم أهلها، وبالذل بأن يدينوا وينقادوا الكلمة ويقبلوا الجزية، فتدخل الكلمة في الكل ويكون الدين كله للَّه، ويكون غالبًا على جميع الأديان طوعًا وكرها.

٤٣ - [٤٢] (وهب بن منبه) قوله: (له أسنان) (١) كنى بها عن الأعمال الصالحة


(١) قال القاري: الأَوْلَى أَنْ يُقَالَ: الْمُرَادُ بِالأَسْنَانِ التصدِيقُ الْقَلْبِي، وَالإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَانْقِيَادٌ لِلأَحْكَامِ، انظر: "مرقاة المفاتيح" (١/ ١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>