وقوله:(قال: إذا سرتك حسنتك. . . إلخ) فإن ذلك علامة وجود التصديق واليقين باللَّه وأحكامه واليوم الآخر وجزاء الأعمال، ومن مواضع اليقين الذي يجب أن يتيقن العبد به جزاء الأعمال، وهو أن يعلم يقينًا أن لكل عمل يعمله جزاء خيرًا كان أو شرًا.
قال شيخنا قدوة أرباب الصحو والتمكين الشيخ عبد الوهاب المكي المتقي في (كتاب الحبل المتين في تقوية اليقين): كل ما أخبر به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يجب به اليقين، وهو مع كثرته وبلوغه إلى حد لا يحصى، يرجع إلى أربعة مواضع:
أحدها: التوحيد، بأن يعلم أن كل ما يقع في العالم إنما هو بقدرة الباري تعالى وإرادته، وهو الضار والنافع، والمعطي والمانع، وفائدته عدم الاستناد والالتفات إلى ما سوى الحق سبحانه.
وثانيها: التوكل والثقة بضمانية الحق تعالى رزق العباد، وفائدته الإجمال في الطلب مع ترك الأسف على ما فات.
وثالثها: جزاء الأعمال من الثواب والعقاب، وفائدته الإقبال على الطاعات والاجتناب عن المعاصي.
ورابعها: اطلاع الرب تعالى على أحوال العباد سرها وعلانيتها، وفائدته السعي والمبالغة في إصلاح الظاهر والباطن.
وقال الشيخ العارف باللَّه ابن عطاء اللَّه الإسكندري الشاذلي (١) في (كتاب الحكم):
(١) هو تَاج الدين أَبُو الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم، المعروف بابن عَطاء اللَّه الإسكندري الشاذلي المالكي، متصوف، توفي بالقاهرة، له تصانيف، منها "الحكم العطائية". انظر: =