للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الإِثْمُ؟ ، قَالَ: "إِذَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ". رَوَاهُ أَحْمد. [حم: ٥/ ٢٥٦، ٢٥٢].

ــ

علامة موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات، وترك الندم على ما فعلته من وجود الذلات، وقال سيدي أحمد بن زَرّوق (١) في (شرحه): دليل حياة القلب ثلاث: أولها: التأثر بالعوارض، فالقلب الذي يحسن الحسن ويقيح القبيح حيٌّ، وإلا فلا.

الثاني: التشوق للقوام، فالقلب الذي يطلب ما يقوم به وجوده، وهو التقوى حيٌّ وإلا فلا.

الثالث: تَطَعُّم الوقائع فيه من مستلذ وغيره، فالقلب الذي يستلذ الحسنة دون السيئة حي وإلا فلا، ثم القلب بعد تأثره بالعوارض، إما أن ينهض للعمل، فهو صحيح في حياته، وإلا فهو مريض، والقلوب ثلاثة: قلب مشروح، وهو قلب المؤمن المطيع، وقلب مذبوح، وهو قلب الكافر والمنافق، وقلب مجروح، وهو قلب المؤمن العاصي.

وقوله: (ذا حاك في نفسك شيء) في (القاموس) (٢): حاك الشيء في صدري: رسخ، وحاك القول في القلب حَيْكًا: أخذ، والسيفُ: أَثّر، والشَّفْرَةُ: قطعت، كأحاك


= "الأعلام" (١/ ٢٢٢)، و"البدر الطالع" (١/ ١٠٧).
(١) هو أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرلسي شهاب الدين أبو العباس، المعروف بزروق، الفاسي المالكي، ولد سنة (٨٤٦ هـ)، وتوفي سنة (٨٩٩ هـ)، فقيه محدث صوفي، له تصانيف كثيرة، منها: "الفتوحات الرحمانية في حل ألفاظ الحكم العطائية". انظر: "هدية العارفين" (١/ ٧٣)، و"الضوء اللامع" (١/ ١٤١).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٨٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>