فيهما، وفي (مختصر النهاية)(١): حاك في نفسه يحيك: أَثَّر، والمعنى إذا حاك في نفسك، أي: أَثَّر فيها ورسخ فاترك، فإن ذلك علامة كونه إثمًا، يعني ما يؤثر في النفس الشريفة القدسية المتحلية بحلية التقوى ونور الإيمان تأثيرًا بالنفرة والكراهة، أي: ما لا ينشرح له صدر من شرح اللَّه صدره دون عموم المؤمنين، وعلى هذا يحمل قوله:(استفت قلبك) وذلك فيما إذا لم يوجد دليل شرعي من الكتاب والسنة، ويتعارض أقوال العلماء، فحيئنذ يستفتي من القلب لترجيح بعض الأقوال على بعض، كما تقرر في أصول الفقه، وروي (حاكّ) بالتشديد من المحاكة بمعنى المباراة، مجرَّدُه الحكُّ بمعنى النحت، والأول هو الأصح.
٤٦ - [٤٥]: (عمرو بن عبسة) قوله: (حر وعبد) أي: أبو بكر وبلال، وقيل: زيد بن حارثة، وقيل: الوجه هو الأول، فإن في إحدى روايات مسلم:(ومعه يومئذ أبو بكر وبلال -رضي اللَّه عنهما-)، وقيل: المراد كل الناس من الأحرار والعبيد، إخبار عما يتقرر عليه أمر الإسلام في الاستقبال، وفيه ما فيه، وإلا فقد قيل في ترجمة عمرو بن عبسة: إنه رابع أربعة أو ثالث ثلاثة في الإسلام.
وقوله:(قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام وإطعام الطعام) إلى قوله (قال: